حقد الايوبيين فى الشام على مماليك مصر لقتلهم توران شاة وطمع كل واحد منهم فى مصر , دا غير ان امراء المماليك فى مصر كل واحد منهم برضه طمعان فى الملك , وكحل وسط اتفق الجميع على تعيين شجرة الدر فى العرش , حيث انها فى الاساس كانت جاريه تركيه اشتراها نجم الدين ايوب وبعد كدة اعتقها واتجوزها , فهى كانت اقرب للماليك بحكم نشأتها , دة بالاضافه لذكائها وفطنتها ومعرفتها بكل الامور الهامه فى الدوله , وتولى عز الدين ايبك التركمانى الصالحى اتابكيه العسكر , حيث قام بدور الشريك لشجرة الدر فى الملك...
اول حاجه عملتها شجرة الدر انها انعمت على الامراء والجنود واغدقت عليهم الاموال فأرضت الكبير والصغير , وبالتالى استكانت الامور وهدأت الجبهه الداخليه .
كانت دمياط لسه تحت يد الصليبيين مما يشكل خطر فى حال ارسال حمله صليبيه جديدة , فنجحت شجرة الدر فى الوصول لاتفاق معهم ينص على ما يلى :
- اعادة دمياط للمصريين
- الافراج عن الاسرى المسلمين
- التعهد بعدم مهاجمه السواحل الاسلاميه مرة اخرى
- دفع خمسمائه الف دينار لاطلاق سراح الملك الفرنسى وكتعويض عن الخسائر الناتجه عن الحرب
- يتعهد المسلمين برعايه مرضى الصليببين
- تحدد مدة المعاهدة بعشر سنوات
اللى حصل ان فيه فريق من المماليك كان مع تنفيذ باقى بنود المعاهدة حتى بعد استعادة دمياط ودول كان يتزعمهم شجرة الدر وايبك بينما راى فريق اخر ضرورة نكث المعاهدة وعدم اطلاق سراح لويس , اولا لكونه اطلع على عوراتهم وشاهد المماليك يقتلون سلطانهم !!!!!!
- وثانيا لمركزة الدينى الهام فى اوروبا ( الملك لويس كان قديس على فكرة ) لان دمياط اصبحت بالفعل فى ايدى المسلمين , والفريق دة كان يتزعمه اقطاى وبعض الامراء , الا ان فريق شجرة الدر هو الذى تغلب برايه فى النهايه .
بعد انتهاء الفيلم دة ابتدت شجرة الدر تحاول تثبيت مركزها فى مصر والتقرب بشتى الوسائل للعامه والخاصه والعسكريين والمدنيين على حد سواء , الا انها فشلت لان اهل مصر والمسلمين عموما لم يتقبلوا وجود امراة فى السلطنه , وتحرجت شجرة الدر وحرصت على عدم ظهور اسمها فى المنشورات والاوامر الرسميه او فى الدعاء على المنابر حيث كان يكتب ويقال : ملكه المسلمين والدة خليل امير المؤمنين , وصاحبه الملك الصالح , والمستعصميه ( نسبه للخليفه العباسى , من باب مسح الجوخ يعنى )
وقامت اضطرابات فى مصر وتظاهر الناس واتهمواها بالتساهل مع الصليبيين ( شعب محترم والله طول عمرة , يعنى لو كان حاكم مفترى وجبار مكنش حد فتح بقه ) وخرجت عليها بلاد الشام ورفض امراء الايوبيين هناك الدخول تحت سلطتها , وفى نفس الوقت لجأ اتباع شجرة الدر للخليفه العباسى فرفض مساعدتهم وقال لهم ان كانت الرجال عدمت عندكم فاخبرونا حتى نسير لكم رجلا ..
واستعد امراء الشام للزحف على مصر , ونظرا لخطورة الوضع كان مافيش غير حل واحد , انها تتجوز ايبك وتتنازل له عن العرش ودة بالفعل اللى عملته شجرة الدر وبكدة تولى ايبك ملك مصر واصبح اسمه السلطان الملك المعز عز الدين ايبك الجاشنكير التركمانى الصالحى ..
ايبك مكانش من اقوى الامراء ولا اشهرهم بل كان من الامراء المتوسطين وكان فيه من هم اقوى نفوذا منه زى اقطاى وبيبرس وقلاوون ( يعنى بيبرس مكانش امير درجه تانيه زى ما فى الفيلم ) الا ان ايبك كان صاحب دين ومروءة ورجاحه عقل , بالاضافه لان كل الامراء كانوا خايفين من بعضهم فاتفقوا على تعيين ايبك كحل وسط وآمن لجميع الاطراف , بحيث انهم يقدروا يعزلوة وقت ما يحبوا .
ايبك لما تولى السلطنه وجد امامه اربع اخطار تهددة وهى كالاتى :
- حصلت انتفاضه شعبيه ضد الحكم المملوكى بوجه عام
- مؤامرات باقى امراء المماليك ضدة وسعيهم للسيطرة عليه
- شجرة الدر
- اصرار الايوبيين فى الشام على الزحف لمصر والاستيلاء عليها من المماليك
ايه ياعم الكلام دة ؟ واحدة واحدة كدة ثورة ايه وبتاع ايه ؟؟
اقولكم
اول خطر كان متمثل فى قبائل عربيه كتير استوطنت مصر بعد الفتح الاسلامى واقامت فى مساحات كبيرة من الصعيد والشرقيه , واستقروا وعملوا بالزراعه , دول بقى احتقروا المماليك ورفضوا يخضعوا لحكمهم لانهم مماليك ومكانوش احرار , وشافوا انهم احق بملك مصر منهم , وبالفعل عملوا ثورة مسلحه تزعمها رجل اسمه حصن الدين ابن ثعلب , وكان فيه سبب كمان عجّل بالثورة دى , ان المماليك تعسفوا فى تحديد اسعار المنتجات الزراعيه وتلاعبوا باسعارها ( زى يوسف والى واباظه كدة ) وكانت النتيجه ان فلاحين كتير هجروا القرى ونزحوا الى المدن مما جعلهم وجها لوجه مع المماليك .
وبسرعه التف حولهم كثير من المصريين وشاركوهم فى الثورة لانهم لم يقبلوا ان يحكمهم سلطان جرى عليه رق , حتى انهم كانوا كل ما يشوفوا ايبك ينتقدوة ويشتموة ويسمعوة ما يكرة , وبالفعل اقام حصن الدين دوله مستقله فى مصر الوسطى والشرقيه لا تخضع لحكم المماليك , فبعت ايبك جيش بقيادة اقطاى للقضاء على الثورة وبالفعل عامل اقطاى الثورة بمنتهى الشدة والقمع ونجح فى هزيمه الثوار فى بلبيس , الا ان حصن الدين ظل مسيطرا على مصر الوسطى وفضل يحكمها الى ان تولى بيبرس الحكم فقبض عليه وشنقه .
طبعا رد الفعل الطبيعى لانتصار اقطاى هو ان نفوذ اقطاى زاد اكتر واكتر واصبح اقوى من الاول لدرجه انه طلب من ايبك يديله الاسكندريه وايبك مقدرش يقول لأ !!
وبدأ اقطاى يقوى نفسه اكتر واكتر وجمع كتير من المماليك حوله لدرجه انه بقى يهاجم ايبك ويشتمه فى كل جلساته مع الامراء , وسمى نفسه ببعض الالقاب السلطانيه , وسماة اتباعه الملك الجواد !!!..
طبعا ايبك مش هيسكت فبدأ هو كمان فى تكوين طائفه من المماليك خاصه بيه وسماهم المماليك المعزيه ( نسبه اليه حيث ان اسمه الملك المعز ) وقوى قطز مملوكه واعلى من شانه وعينه نائب للسلطنه , وطرد باقى المماليك من جزيرة الروضه ..
وزاد الموضوع قوى لما اقطاى خطب احدى اميرات البيت الايوبى فى الشام ليكسب مساندة امراء الشام الايوبيين وفى نفس الوقت يطفى على نفسه شرعيه البيت الايوبى , وطلب من ايبك انه يخلى له قلعه الجبل ( اللى هى القلعه بتاعتنا ) علشان يسكن فيها هو وزوجته حيث انها بنت ملوك ولا يليق بها ان تسكن فى غيرها ) وبكدة ظهرت نوايا اقطاى لان معنى تحكمه فى القلعه هو انه يسيطر على القاهرة كلها وبالتالى مصر , ودة اللى ايبك كان مستحيل يقبله , فلم يجد ايبك امامه حل سوى التخلص من اقطاى , وبالفعل استدعاة ايبك صباح يوم الاثنين 27 سبتمبر عام 1254ميلاديه الى القلعه بحجه مشاورته فى بعض الامور , و توجه اقطاى الى القلعه بصحبه بعض مماليكه , الا انه بمجرد دخول اقطاى من باب القلعه اغلقوا الباب خلفه ومنعوا مماليكه من الدخول وانقض عليه المماليك المعزيه وقتلوة وكان من ضمنهم قطز ( يعنى قطز مكانش قاعد على السلم برة زى ما فى الفيلم ) اما المماليك اللى كانوا برة اسرعوا لابلاغ باقى مماليك اقطاى بالخبر وبالفعل راح 700 من مماليكه الى القلعه لانقاذة , حيث انهم كانوا فاكرين انه لسه مماتش , ومن ضمنهم كان بيبرس البندقدارى وقلاوون الالفى وسنقر الاشقر . وحاصروا القلعه الا ان ايبك ظهر لهم من فوق الاسوار والقى عليهم رأس اقطاى , ففهموا انه مات وعرفوا ان ايبك رجل قوى ومش سهل زى ماكانوا فاكرين , وهنا خاف المماليك اللى ناصروا اقطاى على روحهم وقرروا الفرار من مصر وراحوا احتموا بامراء الايوبيين فى الشام , ومن ضمن من فر بيبرس , ومن تبقى منهم فى مصر قبض عليه ايبك وصادر امواله .
الا ان الاجراء دة سبب مشكله كبيرة وهو ان مماليك مصر انقسموا على بعضهم لمماليك بحريه ومماليك معزيه وفضلوا يعانوا من الصراع دة كتير حتى زحف المغول على مصر , كما ان المماليك اللى فروا للشام فضلوا يزنوا ليل نهار على امراء الشام الايوبيين انهم يهجموا على مصر ويقضوا على ايبك , وكان الكلام دة عند الملك الناصر صاحب دمشق , وبالفعل اوشك الموضوع ان ينقلب لحرب لولا تدخل الخليفه العباسى حيث توسط بين الطرفين لفض النزاع , لان خطر المغول كان على الابواب , وتوصل لحل وسط وهو ان يستعيد ايبك ساحل بلاد الشام وان لايأوى الملك الناصر المماليك الفارين , وفى ساعتها مخابرات المماليك عرفت الخبر ففروا بسرعه من دمشق واحتموا بمعيث الدين عمر الايوبى ملك الكرك , وبكدة حصل هدوء نسبى فى الجبهه الخارجيه وتفرغ ايبك بقدر اكبر للمشاكل الداخليه واهمها كان شجرة الدر نفسها :
الواقع ان شجرة الدر لما تزوجت ايبك كان دة لغرض انها تحكم مصر من خلف ظهرة , يعنى كان فى دماغها انه هيكون خاتم فى صباعها , وفعلا سيطرت شجرة الدر عليه فى اول عهدة لدرجه انها منعته من زيارة زوجته الاولى ام ولدة على ( دى كانت مراته الاولانيه مش التانيه زى ما الفيلم قال ) الا ان ايبك زهق من شجرة الدر ومن سيطرتها وخاف تغدر بيه فقرر انه يخطب لنفسه بنت بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل , ودة طبعا لم تقبله شجرة الدر , وكانت لسه كلمتها مسموعه عند المماليك البحريه فراسلتهم فى الشام وحثتهم ان يسرعوا بالهجوم على مصر , الا ان مخابرات ايبك تمكنت من اكتشاف الرسائل دى ووصلتها لايبك واطلعته عليها ..
فايبك قال مبدهاش بقى وعزم على التخلص من شجرة الدر هى كمان , الا انها سبقته وكانت اسرع منه , فبعثت له رساله رقيقه حونينه تستعطفه وتلعب عالوتر الحساس فى صدرة وان هو حبيبها ومش عارف ايه , وطلبت منه يزورها فى القلعه فى الليله دى .
وبالفعل نخ ايبك زى الطور وانخدع بكلامها وراح القلعه يزورها ( حيث انه كان هجر القلعه وسكن فى باب اللوق ) .
واثناء ماكان عمنا ايبك بياخد الدش المتين , كانت شجرة الدر خبت فى الحمام خمسه من الغلمان الخصيان , اللى هجموا عليه وقتلوة , وطبعا كان متوقع ان مماليك ايبك ينتقموا منها فحاولت اخفاء خبر قتله واشاعت انه مات بالليل لوحدة وعرضت الزواج على اكابر امراء المماليك علشان تحتمى بيهم الى ان تهدأ العاصفه الا انهم رفضوا .
وبالفعل تسرب خبر قتل ايبك للمماليك المعزيه اللى هجموا على القلعه للانتقام من شجرة الدر , الا ان بعض من تبقى من فلول المماليك البحريه ( اللى هما مش من اتباع ايبك ) وحاولوا يحموها فحبسوها فى احد ابراج القلعه حمايه لها من انتقام المماليك المعزيه ..
وكان الموضوع هيعدى , الا ان زوجه ايبك الاولى اصرت على الانتقام وفضلت تحرض المماليك المعزيه على قتلها , وبمرور الوقت ضعف المماليك البحريه امام ضغوط المماليك المعزيه وتخلوا عن حمايه شجرة الدر ..
ها وبعدين ايه اللى حصل ؟؟؟
اتشالت شجرة الدر هيلا بيلا واترمت قدام زوجه ايبك الاولى , فامرت جواريها انهم يضربوا شجرة الدر بالقباقيب ( القباقيب زمان كانت ايه , مرزبه , وكانت بكعب طويل كمان , يعنى ضربتها مميته ) وشاركت الزوجه الجوارى فى الضرب الى ان ماتت شجرة الدر , فشالوها ورموها من فوق سور القلعه وهى بملابسها الداخليه , وفضلت كذا يوم مرميه فى تحت القلعه وهجم عليها اللصوص وسرقوا ما تبقى من هدومها ( الغاليه الثمن طبعا ) وحتى الحلى والاساور مسابوهاش , فكان يروى مثلا ان الحرامى يحاول يفك الخاتم من صباعها فميقدرش فيقوم عامل اييييه ؟ يقوم قاطع الصباع وواخدة كله على بعضه , وهكذا يعنى , وبالمرة الكلاب الجعانه تحت القلعه مش هتسيب فرصه زى دى , فهجموا هم كمان على شجرة الدر علشان ياكلوا ويتغذوا !!!!
ودى كانت النهايه الاليمه لشجرة الدر ....
الطريف بقى فى الموضوع ان زوجه ايبك الاولى احتفلت بمقتل شجرة الدر وصنعت طبق حلويات لاول مرة وسمته باسمها , مازلنا احنا بناكله وبنعمله الى الان .
عارفين اللى هو ايه ؟؟
اة
ام على
--------------------------------
- التركمانى : نسبه الى اصله والبلاد اللى اتى منها .
الصالحى : نسبه الى الصالح نجم الدين ايوب , حيث انه كان من مماليكه .
- اتابك العسكر : امير الجيوش , وهو لقب تركى قديم مكون من كلمتان , الاولى ( اتا ) بمعنى الاب , والثانيه ( بك ) بمعنى امير , فيكون معنى المصطلح هو الاب الامير , وهى تعادل وزير الدفاع حاليا ...
- الجاشنكير : هو من يتذوق طعام وشراب السلطان قبله مخافه ان يكون به سم , وقد اتسعت سلطته تدريجيا الى ان اصبح مسؤلا عن كل ما يخص القصور السلطانيه ( زى زكريا عزمى حاليا كدة ) ..
- مصر الوسطى : مصر ابتداء من جنوب القاهرة ومنطقه الفيوم وصولا الى اواسط الصعيد .
- المعزيه : نسبه الى ( عز ) الدين ايبك .
- الموصل : منطقه بالعراق .
- القباقيب : زمان كانت كعوب القباقيب الحريمى عاااااااليه جدااااا وحادة ومدببه للغايه , وكمان كان القبقاب له كعبين , واحد من قدام والتانى من ورا , يعنى سلاح قاتل , ومحدش يسالنى هما كانوا بيمشوا بيها ازاى ....