الأحد، 12 أبريل 2009

التتار من ظلام الهمجية الى نور الاسلام ( سامحك الله يا بن خوارزم شاه )

احنا دلوقتى فى مدينة سمرقند عام 618 هـ / 1221 م ، لو كان للخوف ريحة يبقى ممكن تشمها فى كل مكان هنا ، المدينة شكلها غير طبيعى بالمرة ده لو صح انك تطلق عليها لفظ مدينة و اكيد انت بتستغرب ازاى الناس عايشين وسط الاطلال و الخرابات دى ، و لو حاولت تسأل حد عن سبب المنظر الغريب ده حتلمح الذعر الشديد فى عينيه و حيبصلك بصة غريبة و لو عنده شجاعة حيشاورلك تقربه و يقولك بصوت هامس عن الحكاية
حيحكيلك عن النكبة اللى ابتلوا بيها لما دخل جنكيز خان بجيشه المدينة و عمل فيها زى ما عمل فى بخارى و مدن تانية غيرها ، نفس البصمة التترية القذرة بتلطخ ثوب المدينة بالدم ، و بعد ما انتهى جنوده من المدينة قرر انه يتخذ منها قاعدة ينطلق منها لغزو العالم الاسلامى و بدأ بمطاردة محمد بن خوارزم شاه و جرد فى اثره كتيبة صغيرة عدتها 20 الف جندى ، من وجهة نظر جنكيز خان كان محمد بن خوارزم شاه هو القوة الوحيدة اللى ممكن تقف زى الشوكة فى حلقه لكن لحسن حظه كان ملك يشبه بعض حكامنا فى اليومين دول بيحب الحياة اكتر من الحرية

يا ريت محمد بن خوارزم شاه كان وقف للتتار و حارب كان اشرفله من مصيره اللى انتهى اليه ، ملكنا استمر فى فراره للتتار لحد ما وصل جزيرة فى وسط بحر قزوين و هناك احتى بقلعة صغيرة و عاش فى فقر شديد و حياة فى منتهى الصعوبة بالنسبة لملك عاش فى عز و ملك واسع و ضخم ، و بعدها بكام يوم كانت نهايته مات الملك من الذل و القهر والفقر لدرجة انهم ملقيوش حاجة يكفنوه فيها قكفنوه فى فرشته عشان يبقى عبرة لأى ملك و حاكم يوهبه ربنا الملك و السلطان على الرعية و يخون الامانة خوف على روحه و ملكه الزائل

أما اهل خوارزم شاه اللى فكر انه حيحميهم بهروبهم كان مصيرهم اشد بؤسا ، على الاقل هو مات و مشافش الذل على ايد التتار اما اهله فوقعوا فى ايد التتاراللى كانوا فى طريقهم من مدينة مازندران الى مدينة الرى و هى مدينة كبيرة فى ايران و كانت غنيمة عظيمة للتتار ميحلموش بيها ، كنوز و اموال ملهاش حصر و كمان نساء قصر خوارزم شاه ، كل ده تم ارساله لجنكيز خان فى مقر قيادته بمدينة سمرقند


الجمعة، 3 أبريل 2009

التتار من ظلام الهمجية الى نور الاسلام ( و بدأ الزحف)

اهلا بيكم من جديد فى رحلتنا مع التتار الشعب اللى روع العالم و اقض مجضع الملوك فى ذلك العصر
تفاعل الاصدقاء معايا خلانى متحمس جدا لاكمال الحديث عنهم

و انا بكتب افتكرت قصة الكاتب الكبير على احمد باكثير واإسلاماه اللى درسناها فى الثانوى لما كان التتار بيجتاحوا المدن و يستخدم تعبير و اعملوا فى اهلها السيف ، بحس لما اقراه قد ايه كان تصرفاتهم الهمجية امر روتينى بيقوموا بيه زى اى جزار محترف

و طريقة التتار بتفكرنى ببعض الاحداث اللى بتدور حوالينا فى المسرح السياسي الدولى و رغم عدم ايمانى التام بمقولة ان التاريخ بيعيد نفسه لكن لما السياسة بتتبنى على القوة و تكون فى ايد ظالم مبيكونش ليها غير توجه واحد مهما اختلفت المسميات التتار - امريكا و مين بعدهم مش عارفين

احنا دلوقتى واقفين مع جنكيز خان فى خيمته بيبص لحدود دولته وصلت لفين من الشرق و الجنوب بيحاوطه المحيط و الشمال مفيهوش غير خطر مجهول مدفون فى قلب ثلوج سيبيريا فكان الحل الوحيد قدام طموحه اللامحدود انه يبص للغرب ، للدولة الخوارزمية الباب اللى حيمهدله اجتياح قلب الخلافة الاسلامية ، الدولة الخوارزمية وقتها كانت اشبه بإمبراطورية صغيرة بتضم العديد من دول آسيا اشهرها باكستان و افغانستان و بتمتد حتى داخل ايران وده بالنسبة لجنكيز خان اشبه بالوليمة الشهية اللى ريحتها بتخلى اى مقاومة قدامها تنهار فكان من السهل عليه تجاهل اى شئ يتعلق بالمعاهدات اللى ابرمها مع الملك ( محمد بن خوارزم شاه ) بشأن احترام الحدود و الجوار و عدم الاعتداء على السيادة و انتم عارفين الباقى

و بدأ زحف الجراد التتارى على الدولة الخوارزمية و كانت اولى المعارك فى عام 616هـ/ 1219م عند نهر اسمه سيحون و استمرت اربع ايام و اسفرت عن 20 الف شهيد و و اكتر من 40 الف جرادة - اقصد تتارى - و لما لقى محمد بن خوارزم الكفتين غير متساويتين و انه مش حيقدر يواجه الاعداد الهايلة اللى بتواجهه انتهز اول فرصة تهدى فيها المعركة و انسحب بالجيش عشان يأمن العاصمة اورجندة و المدن الكبرى و اعداد الجيش من جديد لكنه فى انشغاله بتأمين عائلته و المقربين له اهمل فى تأمين الجزء الشرقى من مملكته بالإضافة لشعبه اللى ضحى بيه عشان ينقذ كنوز اهل قصره و محدش يقوللى التاريخ بيعيد نفسه

فى الوقت ده جنكيز خان كان جهز جيشه و انتهى من اقليم كازاخستان و حاصر مدينة بخارى اللى استسلم اهلها و طلبوا منه الامان و اعطاه ليهم لكن دخوله كان نكبة على مدينة بخارى و مطمنش فيها و لا ارتاح غير بعد ما قتل كل المحاربين و دمرها و نكل بأهلها و اغتصب نسائها امام اعين ذويهم و اهاليهم فى مشهد يبعث القشعريرة فى الاجساد و دى كانت بداية زحف التتار على العالم الاسلامى

فى الجزء القادم حنستكمل بقية المواجهة بين جنكيز خان و الملك الهارب محمد بن خوارزم شاه

الخميس، 2 أبريل 2009

التتار من ظلام الهمجية الى نور الاسلام ( مقدمة )

التتار اسم لشعب زرع الرعب فى قلوب العالم , قصة مأسوية تخلى اقسي قلب يتأثر لكن مش دى كل الحقيقة ، الشعب ده له قصة عجيبة تكاد لا تصدق حنتعرف فيها على جنكيز خان اللى دبح اجدادنا زماااااان و احفاده اللى بقى ملوك مسلمين و اصحاب امبراطورية عظيمة موحدة بالله فى يوم من الايام

التتار هما اقوام نشأوا فى شمال الصين و بيندرج تحتهم قبائل كتير اشهرها المغول والسلاجقة و الترك
حياتهم كانت بدائية بتعتمد على الرعى و الصيد و عمرهم ما عرفوا وحدة مركزية و لا معنى دولة لحد ما ظهر بينهم ( تيموجين ) الاى اشتهر باسم جنكيز خان و معناها قاهر العالم و هو اللى قدر يوحد التتار بفضل المميزات اللى بيتمتع بيها كقائد عسكرى و زعيم قدر يجمع كلمة الناس عليه و ده سنة 603هـ/ 1206م تقريبًا
من ملامح تنظيم جنكيز خان للتتار هى الديانة اللى اخترعها و هى كوكتيل اديان اسلام على مسيحية على بوذية و عملهم كتياب مقدس اسمه الياسة

طموح جنكيز خان و ميله للعنف و سفك الدماء خلاه يتوسع فى غارات و حروب همجية وحشية تميزت بالتنظيم الهائل و استخدامه لعدد رهيب من الجنود ذوى القلوب الميتة تحت قيادته البارعة فى جيش يتحمل اقسى الظروف الطبيعية و قدر يوسع رقعة دولته لحد ما بقت حدودهها ممتدة من كوريا فى الشرق و الدولة الخوارزمية فى الغرب و من سهول سيبيريا فى الشمال الى بحر الصين فى الجنوب

و كان من الطبيعى مع البربرية اللى تمت بيها الهجمات التترية اننا نسمع قصة واحدة بتتكرر فى كل مدينة دخلوها تخريب و تدمير و سفك دماء الابرياء و نقض للعهود و ده حال اى شعب غير متحضر عمره ما يعرف يقدر حضارة غيره او يحترمها بالعكس بيحاول انه يمحيها كأنها بلا قيمة

المرة الجاية حنتابع رحلتنا مع اول هجمات التتار اشوفكم بعدين فى ارض المعركة