كان لظهور الديانه الاسلاميه فى شبه جزيرة العرب ابلغ الاثر فى مجريات الاحداث بعد ذلك , فقد كان الدين الاسلامى هو المحور الاساسى لانشاء امبراطوريه عظيمه متراميه الاطراف , وكلمه امبراطوريه غير كلمه دوله , يعنى ياجماعه علشان مجموعه من البشر تتحد وتشكل دوله , فلابد من اهداف ومصالح مشتركه , او حتى سمات مشتركه , زى الارض مثلا او العرق او المصالح , انما علشان تشكل امبراطوريه فالموضوع بيكون اصعب بكتير جدا , لانك فى الحاله دة بتشكل كيان ضخم من عدة دول واعراق وجنسيات ولغات مختلفه تمام الاختلاف بالاضافه لصعوبه السيطرة على ارض متراميه الاطراف ومتباينه الطبيعه الجغرافيه ....
ولذلك فتكوين امبراطوريه بحاجه لفكرة , فكرة على درجه من القوة بحيث تتمكن من التغطيه على كل هذة الاختلافات والتباينات , فكرة يلتف ويتحد حولها الجميع ولا يعلو عليها صوت اخر ..
فى حالتنا كانت الفكرة دى هى العقيدة الاسلاميه اللى كانت البذرة والمحور والقاعدة للامبراطوريه العظيمه دى , اللى بدأت فى مجتمع المدينه المنورة واللى شكل النواة لهذة الامبراطوريه , وفى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام اتسع نطاق الدوله دى ليشمل مساحات ضخمه من شبه جزيرة العرب .
الا انه كان فيه شىء ضرورى ناقص الا وهو ان كل المجتمعات دى عبارة عن مجتمعات قبليه لا تشكل حضارة او كيان اقتصادى , لان علشان تعمل امبراطوريه ضخمه لابد من موارد وثروات كبيرة بالاضافه لموارد بشريه كثيفه ودول مكانوش موجودين اياميها , الا ان الدوله نجحت واستمرت نظرا للمثاليه والعداله اللى كان بيتمتع بيها المجتمع الاسلامى حينها .
وفى عهد الخلفاء الراشدين كان فتح مصر والشام هو بشير الخير والضوء الاخضر للاتساع السريع والمذهل لهذة الامبراطوريه , فالشام ومصر وفروا لها موارد ضخمه , موارد من كل الانواع سواء زراعيه او صناعيه او ماليه او بشريه , وعلشان كدة هنلاقى ان معدل الاتساع بدأ يزداد بشكل مطرد ابتداء من عهد سيدنا عمر بن الخطاب .
كما ان القضاء على دوله الفرس وكسر شوكه الروم اخلى الساحه للامبراطوريه الوليدة ومنحها مساحات ضخمه من الارض ...
طيب , انا شخصيا شايف ان الدوله دى مكانتش ماشيه بشكل سليم ونموذجى ميه فى الميه وماكانتش دوله اسلاميه صرفه تخضع سياساتها للدين الحق , الا فى عهد ابى بكر وعمر ..
واستثنائى لحكم عثمان وعلى بن ابى طالب , ليس طعنا فيهما لاسمح الله , وانما لان فترات حكمهما شهدت العديد من الفتن والقلاقل , وكانت بدايه تحكم السياسه فى الدين , وتمثل دة فى ظهور العديد من الطوائف التيارات السياسيه اللى كانت بتاخد من الدين ستار لها بل ومبرر لسلوكياتها ..
بوفاة سيدنا على انحرفت دفه الحكم تماما بسيطرة بنى اميه عليها , فبعد ان كانت دوله دينيه يحكمها الاصلح , اصبحت مملكه تحكمها عائله معينه وتتوارثها جيلا بعد جيل , اينعم خط الفتوحات والجهاد كان مستمر والايجابيات كانت كتير بس انا بتكلم فى النظام نفسه , المبدأ اللى قامت عليه الدوله ..
- يعنى بعد ما شفنا عمر قال للناس فى المسجد وطلب منهم يقوموة ان اخطأ , فقام شخص وقال انه لن يقومه الا بهذا واشار لسيفه ..
دى كانت دوله الخلافه .
- وبعدين ايام معاويه ابن ابى سفيان داهيه العرب , قام واحد من الناس وقاله ( بسخريه وتهكم ) انه كثير اللحم والشحم , مررب يعنى , زى الست والدته , فرد معاويه ببرود وقال يرحمها الله !
دى كانت مرحله انتقاليه .
- بعدها لما بدأ النظام الواراثى بتنصيب يزيد ابن معاويه , نجد ان هناك من هدد الناس بان يبايعوا هذا ( اشارة الى يزيد ) فمن ابى فهذا ( اشارة الى سيفه ) ....
يعنى الدوله كانت نموذجيه فى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ومن بعدة ابا بكر وعمر رضى الله عنهما ..
وبعدين دخلت فى مرحله فتن وتيارات سياسيه فى عهد عثمان وعلى ..
وبعدين دخلت فى فترة انتقاليه فى عهد معاويه ..
ثم تخلت الدوله عن اهم ثوابتها ابتداء من عهد يزيد , واصبح الدين العوبه ووسيله فى ايدى الحكام , وان كانت الخطوط الرئيسيه كالجهاد والفتوحات استمرت كما هى زى ماقلت , الا ان النخبه السياسيه كانت فاسدة بنسبه كبيرة ....
ولذلك ولتعدد التيارات السياسيه وتمسك بنى اميه بالسلطه واستئثارهم بها , كان لابد من ايجاد قوة عسكريه تحميهم , ودى الفكرة او المعضله اللى هنلاقيها فى كل عصر بعد كدة ..
ايام الامويون ولان الدوله كانت واحدة فكان كافى جدا اتخاذ اجرائين , الاول هو ايجاد ولاة موثوق فى ولائهم وطاعتهم لبنى اميه , وايضا مشهورين بالدهاء والعنف والقسوة , ينفذوا العمليات القذرة ويقمعوا الاقاليم الغير مستقرة ويشكلوا تهديد لكل من تسول له نفسه الخروج عن سلطه بنى اميه , ودول كقادة كان اشهر نموذج لهم هو الحجاج ابن يوسف الثقفى , وكقوة عسكريه كان النموذج هو جيش الشام ......
دة كان كافى , مؤقتا , لان استئثارهم بالسلطه والنزعه القبليه العربيه اللى كانت عندهم قلبت ضدهم العديد من اهل البلدان المفتوحه وخصوصا بلاد فارس , ولما ضعفت قبضه بنى اميه وضعف حكامها , بدأ بنى العباس فى جمع العديد من الاقاليم تحت زعامتهم , وزعموا كالعادة انهم عاوزين يقيموا الحق والعداله , وبالفعل نجحوا فى انتزاع سلطه بنى اميه , وقامت دوله بنى العباس ..
والطبيعى اللى بيحصل فى الظروف اللى زى دى :
اولا - لابد من التخلص الكامل من كل بنى اميه ومن يمت لهم بصله , وبالفعل بدأت حمله تطهير واسعه للقضاء على بنى اميه , ومن كان يعاونهم ايضا , حتى انهم قتلوا والى مصر الاموى حينئذ ووضعوة داخل بطن حمار واشعلوا فيه النيران ...
الا ان فيه طفل صغير هرب منهم هو واخوة وفضلوا يطاردوة الى ان حاصروهم على ضفه نهر الفرات وهنا قرر الطفل انه يقفز فى النهر بينما رفض اخوة وخاف , وبالفعل نط الطفل دة فى النهر وسبح للضفه التانيه من النهر وشاهد بعينه اخوة وهو يذبح على الضفه الاخرى .
الطفل دة هرب وقطع الشام كله وشمال افريقيا بالكامل بدون ان يتمكن العباسيين من القبض عليه والتجأ لبعض قبائل المغرب العربى , وبعدها عبر مضيق جبل طارق ووصل للاندلس ( مكانش اسمها الاندلس لسه , ومكانتش حضارة , بل عدد من القبائل والتجمعات البشريه ) ونجح فى انه يوحد الارض دى تحت قيادته وشكل واحدة من اعظم الحضارات الاسلاميه واللى استمرت بعدة اكتر من 700 عام .
الشخص دة اسمه عبد الرحمان الداخل , واطلق عليه اعدائه العباسيين انفسهم لقب ( صقر قريش ) اجلالا واحتراما لشجاعته وموهبته الفذة ...
ثانيا - من المعروف ان اى ثورة عندما تثبت اقدامها تبدأ فى التهام اولادها , وبما ان حكم بنى اميه نشأ على اقليه ارستقراطيه , فحكم بنى العباس نشأ على دعم الاغلبيه الشعبيه , خصوصا فى بلاد فارس , وكان اول ضحيه هو ابو مسلم الخُرسانى القائد العسكرى الفذ الذى قاد جيش بنى العباس لانتزاع السلطه من الامويين !!!!!
وبدأ العباسيون فى التخلى تدريجيا عن حلفاؤهم الذين ساعدوهم فى بدايه امرهم , وانتقل الخليفه المأمون من ( مرو ) الى بغداد , وسائت العلاقه بين اهل خرسان وبين العباسيين , ولما كان اهل خرسان يشكلون عماد القوة العسكريه للعباسيين , فقد وجد خلفاء بنى العباس فى ذلك خطورة بالغه على سلطتهم ...
طب يروحوا فين ؟؟؟
العرب ؟؟؟
مينفعش لان النفوذ العربى فى اروقه السلطه ضعف وتضائل للغايه بعد القضاء على دوله بنى اميه , كما ان العباسيين لايثقوا فى ولائهم ..
طب ايه الحل ؟؟؟
يعملوا ايه العباسيين ؟؟
الاجابه فى البوست القادم ان شاء الله ...
ملحق :
1- خرسان ( بضم الخاء ) , اراضى دوله فارس فى اسيا , وانتقلت الى المسلمين لاحقا بعد فتحها , وتقع مكان دوله ايران حاليا وشمالها ايضا , وكانت تشكل اضخم الاقاليم الاسلاميه ...
2- الصورة تمثل احد رايات العباسيين , والتى اشتهرت باللون الاسود .