الاثنين، 15 مارس 2010

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم 


الحقيقة مش هلاقى كلام ممكن أتفق معاه أكتر من الكلمة إللى كتبها أحمد سعيد فى إستفتاح

إحنا فعلا محتاجين نقرا التاريخ بشكل جديد 

بل قبل كدا ...

محتاجين أصلا نقرا تاريخ 

و إتهيألى برضه ممكن نتفق مع بعض لو قولنا إننا محتاجين نقرا 



أول كلمة نزلت فى القرءان على الإطلاق كانت  ( إقرأ )

أكيد دا ليله دلالات غير معدودة  

بس إحنا أمة لا تجيد القراءة

علشان كدا مش عارفين نجيد الأوامر التالية عليها 



مش مرتبين أولوياتنا كويس 

و الدليل إن معظم الناس دلوقتى بتعتبر القراية هواية !!!!!!!

المفروض إن القراءة دى من الأساسيات مش الكماليات 

و من بين كل الفروع إللى ممكن يتقرا فيها بيجى التاريخ بأهميته 

المفروض ميبقاش التاريخ مجرد منهج دراسى محدود إمتحنت فيه و خلص 

التاريخ دا درس خصوصى ببلاش للى عايز يعرف يتصرف إزاى فى الحاضر و يخطط للمستقبل

و درس ممتع وشيق كمان للى عايز يتمتع 


و متعته  أكبر لما نحكيه إحنا لبعض بعيدا عن القوالب المنمطة و التحيزات الإيدولوجية المعلبة 


و أكيد شيء لطيف أما يبقى محور حديثنا هو حاجة مفيدة و مهمة 


******

المعلومات إللى هتبقى فى البوستات .....الواحد قبل ما يكتبها إجتهد كتير فى إنها تبقى مظبوطة 

فأى حاجة تبقى غير كذلك فهو تقصير غير مقصود و لو الإنسان  إنتظر الكمال لأى عمل مش هيعمله

و الله من وراء القصد .......


إنهيار الخلافة الأموية






كلنا عارفين إن الخلافة الأموية تم القضاء عليها على يد بنى العباس و إللى تولوا الخلافة سنة
132 هـ ، 750 م
و علشان نحكى قصة إنهيار الدولة الأموية صاحبة أكبر إتساع للخلافة الإسلامية يبقى ضرورى نذكر نبذة عن سلسلة حكامها :

1 ) معاوية بن أبى سفيان 662-680:

مؤسس الدولة الأموية كان والى دمشق و هو إللى طالب بدم عثمان بن عفان ( رضى الله عنه ) و حربه الشهيرة مع على بن أبى طالب معروفة للجميع ( رضى الله عنهما )

إستقرت ليه الخلافة بعد تنازل الحسن بن على عن حقه فى الخلافة سنة 41 هـ


*************

2 ) يزيد بن معاوية 680- 683 :

دا إللى حدثت فى عهده إحدى أكبر المآسى فى تاريخ دولة الإسلام ( موقعة كربلاء ) و إللى قتل فيها الحسين بن على و كثير من أهل بيت النبى 
و من بعدها ثار عبد الله بن الزبير بن العوام و بايعه أهل الحجاز و اليمن و العراق و إنقسمت الدولة فترة طويلة

************

3 ) معاوية بن يزيد 683__ 684 :

تولى الخلافة 6 شهور فقط بعد كدا ترك الخلافة لأمر شورى المسلمين لحبه للعلم و الأدب و الشعر

**********

4 ) مروان بن الحكم 684-685:

كان حكمه قصير لكن من نسله جاء معظم خلفاء بنى أمية

*********

5 ) عبد الملك بن مروان 685-
705

10 سنين ثبت فيهم الدولة الأموية و قواها و فى عهده تم القضاءعلى ثورة عبد الله بن الزبير على قائده المشهور بعنفه و جبروته ( الحجاج بن يوسف الثقفى )
و عرب الدواوين و صك العملة الإسلامية

*********

6 ) الوليد بن عبد الملك 705-715:

وصلت الدولة الأموية فى عهده لأقصى حدود إتساعها و بنى المسجد الأموى بدمشق

**********

7 ) سليمان بن عبد الملك 715-717:

لم يحكم كثيرا و مات

**********

8 )
عمر بن عبد العزيز 717-720:

خامس الخلفاء الراشدين

*********

9 ) يزيد بن عبد الملك
720-724

حاول يتبع خطى سلفه و لكنه لم ينجح 

*********

10 ) هشام بن عبد الملك 724-743:

حكم 20 سنة إزدهرت فيهم العلوم و الفنون فى الدولة

*********

و من بعد هشام بن عبد الملك حكم أربع خلفاء أمويين  مثلوا أخر أيام هذه الدولة 


11 ) الوليد بن يزيد 743-744:

كان خليفة مجاهر بالفسق و التجديف و إجتمع عليه أعيان بنى أمية و قتلوه لعدم جواز صدور تلك الأفعال عن خليفة المسلمين


12 ) يزيد بن الوليد 744:

حكم فترة قصيرة حاول يصلح ما أفسده سلفه لكن كانت بدأت الثورات تدب فى جسد الدولة و العصبية القبلية بتاعة الجاهلية بدأت تنشب بين شعوب الدولة الموحدة

13 ) إبراهيم بن الوليد 744:

تولى الخلافة 6 شهور بعد أخوه و عندها خرج عليه مروان بن محمد و قتله و إستولى على الحكم

14 ) مروان بن محمد 744-750:

لقب أيضا مروان الجعدى و لقب
كمان بمروان الحمار لإنه حكم 6 سنين كلهم ثورات و فتن و صبر فيها صبر الحمار ، كان يخرج من ثورة يدخل التانية ، ثورات من الخوارج و الشيعة و ثورات من أهل بيت أمية نفسهم

و لكن الثورة الأخطر إللى قضت عليه كانت ثورة بنى العباس


*******************

الثورة العباسية :

يرجع أصل العباسيين إلى سيدنا العباس بن عبد المطلب ، و علشان نفهم أبعاد الصراع فهو كان صراع بين قبيلتين كبار قوى فى الجنس و الشجرة العربية حتى من قبل الإسلام ، بنى هاشم و بنى أمية

لسا بنى هاشم ــ ممثلين فى العباسيين ــ لم ينسوا ما حل بأهل بيت النبى من أبناء على و فاطمة على يد بنى أمية ، و بنى أمية مستندين على شرعية الإجماع و أخمدوا بذلك كل الثورات ضدهم بمنتهى العنف 

علشان كدا نقدر نقول إن الصراع بينهم كان بوجه من الأوجه صراع قبلى

كان رؤوس العباسيين عايشين فى العراق بينما بدأت دعوتهم أول ما بدأت فى خراسان فى إيرن على يد ــ أبو مسلم الخراسانى ــ

و فى الوقت إللى كان فيه مروان الحمار بيعانى فى إخماد الثورات المتعاقبة من الخواج و بنى أمية ظهرت دعوة أو مسلم سنة (
129هـ = 746م

و بدأت قوات أبو مسلم تحارب قوات والى بنى أمية على خراسان و إللى بعت يستنجد بالخليفة فى الشام ، لكنه مقدرش يمدله يد العون ، بعت تانى يستنجد بوالى بنى أمية على العراق لكنه كان بيكافح الثورات و الفتن فى العراق

و العجيب إن الحرب فى خراسان كانت بتنادى بخلافة ( إبراهيم الإمام بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس ) و كان ساعتها ساكن فى الحجاز و مشغول بالعلم و العبادة و ميعرفش حاجة عن القوات إللى بتحارب بإسمه
و لما مروان عرف إسم من تنادى به الثورة أمر بحبسه و سمه فى الحبس 

و هكذا تجرى تصاريف القدر بإنهيار عجيب و غريب لدولة الأمويين
فبعد إنتصار أبو مسلم على والى خراسان بدأت جيوشة تتحرك نحو العراق
بسرعة شديدة و وصل الكوفة سنة 132 هـ و كان فيها أبو العباس السفاح و أبو جعفر المنصور و أعلنت البيعة و الخلافة على المسلمين  لأبو العباس من الكوفة 

و بعد إستتباب الأمر لأبوالعباس فى الكوفة أوفد عمه ( عبد الله بن على ) قائد للجيش إللى هيحارب مروان الحمار

و إلتقى الجيشين على ضفاف نهر الزاب و دا أحد روافد دجلة

و كان جيش مروان 120 ألف مقاتل بينما جيش عبد الله بن على أقل من ذلك ــ يقال عشرين ألف فقط ــ و لكن كان الأمويين فى حالة خذلان رهيبة و كانت  دولة حان فعلا وقت زوالها 

مروان قال لجنوده ( إن غابت شمس هذا النهار و لم يقاتلوا فالخلافة لنا و نحن نسلمها فى أخر الأزمان إلى المسيح عليه السلام ) و كان رأيه الإحجام عن القتال بينما قائد المسدوة ( و دا إسم العباسيين لإن راياتهم كانت سوداء ) كان مصر على القتال

و هنا حصل موقف عجيب

صهر مروان تقدم للقتال هو و من معه فرده مروان و شتمه ، لكن دا كان بدأ المناوشات و هنا كان لا مفر من القتال ، لكن كل ما الخليفة الأموى يؤمر طائفة من جنود جيشه غير المتجانس و المكون من طوائف عدة تحارب بلا قضية يقولوله قول للطائفة الأخرى تحارب و هكذا ...

لدرجة إنه رمى قدامهم كمية كبيرة من الدهب علشان يتقدموا للحرب ، مدوا إديهم خدوا الدهب و محدش حارب و هنا وصله إن ناس من إللى خدوا الدهب ممكن يسيبوا الحرب لإن غرض الحرب عندهم كان فقط غنيمة فأمر إبنه إنه يرجع لمؤخرة الجيش علشان يرد أى واحد يفكر يهرب من المعركة

يقوم يحصل إيه ......

إبنه رجع و هو حامل الراية على حصانه و زمان الراية دى كانت هى علامة الجيش فى الحرب ــ و دا طبيعى لإن دى جيوش تزيد عن مئة ألف و من غير وسيلة إتصال تغطى المساحة الواسعة إللى بتنتشر فيها ــ و لما الجنود من على بعد شافوا الراية بترجع لأخر الجيش إفتكروا إن الجيش بينهزم و بينسحب ...فأسرعوا بالهروب !!!!!

موقف فى منتهى الغرابة !!!!! و واقعة مضحكة و محزنة


و هنا خسر الأمويين الموقعة بدون حرب تذكر رغم إن جيشهم كان أكبر و الخلافة و مواردها كلها كانت لسا فى إيديهم و أسرعوا بعبور النهر بدون نظام و العباسيين فى أعقابهم و غرق من الجنود أكثر ممن قتله العباسيين


بعد الهزيمة العجيبة دى هرب مروان بمن تبقى معه من الجيش العظيم المنهزم إلى الموصل و لما وقف ببابها رفض أهلها السماح له بالدخول فهرب بعدها للأردن ثم إلى ( حران ) و دى كان إتخذها عاصمة له فى الشام بدلا من دمشق و أخذ أهل بيته و أمواله و هرب على فلسطين و بعدها على مصر
و كان رأيه إنه يهرب على مصر علشان يستعين بوالى مصر إللى هو يعتبر ولى نعمته و بجندها الكثيف و تبقى الشام أمامه لو حب يرجع تانى و تبقى شمال إفريقيا و الأندلس كمان خلفه لو هزم تانى و أهى كلها أملاكه !!

و بالفعل هرب و وصل لمصر .....

و كل دا و عبد الله بن على بيتبعه بقوات العباسيين لحد ما وصل دمشق  و حاصرها ، و هناك ــ تخيلوا ــ كان فى دمشق لوحدها خمسين ألف جندى تانيين غير الجيش الأول و كانوا بقيادة أمير أموى تانى إسمه ( الوليد بن معاوية بن عبد الملك ) و فى وسط الحصار على دمشق ثارت فتنة بين جنود الأمويين فى فضل اليمينة على النزارية ودى حاجة قديمة برضه كدا من أيام الجاهلية و تفضل قبائل الجزيرة على بعضها البعض و الصراحة مكانش وقتها خالص لإن دا سبب إن العباسيين دخلوا دمشق و قتلوا أميرها الأموى . 

و كدا وقف ( عبد الله بن على ) مطاردة مروان و تركها لقائد تانى هو ( صالح بن على ) و دا دخل ورا مروان لأعماق مصر و كان مروان لما هرب لمصر إستنجد بالوالى بتاعها لكنه خانه و لم ينصره بما معه من جند و قرر يترك أمره للعباسيين يخلصوا فى بعض

هرب مروان بجنوده الباقين لحد ما وصل قرية أبو صير فى الصعيد و واضح إن كل شوية كان مجموعة من جنوده بيتخلوا عنه لإن فى الأخبار إن جيش العباسيين كان بيلاقى منهم مجموعات و يحاربها و يقتلها على مسافات متباعد من أول دخوله مصر 

المهم ....

وصل العباسيين لأبو صير و كان مروان مختبيء بأهل بيته فى كنيستها

و هنا مفارقة تانية عجيبة

عدد القوات إللى بقت مع مروان كان أكثر من عدد القوات إللى مع العباسيين رغم كل التشتت و الضياع دا

و لكن برضه كالعادة التخاذل هو ما أسقط هذه الدولة

العباسيين دخلوا أبوصير بالليل و لما شافواإنهم أقل عدد ....من قوات الأمويين قالوا لنفسهم إن النهار لو طلع عليهم و شافوا قلة عددهم هيفنوهم و بالتالى لجأوا لخدعة وهى إنهم ضربوا طبول الحرب بقوة و كبروا و نادوا بأعلى صوتهم ( يالثارات إبراهيم الإمام ) ــ إللى مروان حبسه و سمه ــ 

و لما الأمويين سمعوا الضجة دى خافوا و إفتكروا إن العباسين معاهم جيش ضخم فبدأوا يهربوا تباعا و يسيبوا الخليفة لوحده و بلغ من جبنهم إن أولاده الإتنين هربوا و معاهم أربعة ألاف جندى لوحدهم و دول ليهم قصة تانية عحيبة بعد كدا من هروبهم لملك النوبة 

نرجع تانى لمروان إللى كتب عليه القدر إنه يكون صاحب همة و نشاط لكن من حوله دائما يخذلوه حتى أقرب الناس ليه ، خرج مروان مع قلة يسيرة من جنده للقاء العباسيين و إللى أجهزوا عليهم و قتلوا الخليفة و قطع واحد من أهل العراق كان شغال بائع رمان رأسه و قطع لسانه و رماه على الأرض  

و هنا جت قطة أكلت اللسان المقطوع و يمكن من هنا جات الكلمة المصرية المشهورة ( هى القطة أكلت لسانك ؟ )


و مع لحظة مقتل مروان بن محمد الحمار تم إنتهاء أجل دولة بنى أمية و محوها من خريطة الزمان بشكل عجيب و مثير للدهشة .



بكدا إنتهت دولة بنى أمية ...لكن زى ما قولت الموضوع مش بس صراع على الخلافة دى عملية ثأر كبيرة قوى و ضخمة بين العيلتين ، لسا العباسيين لم يرتضوا بثأرهم و لم يرووا غضبهم ممن رأوا فيهم مجموعة من القتلة و الظالمين .

و يمكن بيت الشعر إللى قاله أبو العباس السفاح لما وصلته رأس مروان بن محمد يعبر عن ذلك بقوة :

( لو يشربوا دمى لم يرو شاربهم ... ولا دماؤهم للغيظ تروينى )


قبل ما نكمل إنتقام العباسيين من بنى أمية نرجع تانى لأولاد مروان بن محمد إللى تركوه ليلا بأبو صير فى أربعة ألاف جندى

دول هربوا من الصعيد لبلاد النوبة و قعدوا فى حماية ملكها و إللى نصحهم بإنهم يفضلوا عنده علطول لكنهم قرروا يسيبوه و يروحوا السودان و هناك تعرضوا لهجمات قطاع الطرق و تفرق جيشهم الصغير و تشتت و بحماقة رأيهم لما قابلوا جبل كبير فى وسط الطريق قرروا إنهم ينقسموا نصين و يلفوا حوالين الجبل و يلتقوا فى أخره كل واحد فيهم على رأس نص الجيش ـ رأى عجيب فعلا ــ و لكن الفريقين لم يلتقوا بعدها أبدا إلا عند باب المندب فى الصومال و كان أحد الولدين ساعتها مات و التانى فضل على رأس 45 رجل هما كل من تبقى من الجيش الأول إللى كان مع مروان بن محمد و إللى كان عدده 120 ألف مقاتل !!!!!!

ومن المندب عبروا فى سفن التجار لليمن و من اليمن رأف بحالهم بعض التجار و حملوهم معهم لمكة علشان يحجوا و بعدها قبض على إبن مروان الوحيد الباقى و أرسل للمهدى ثالث خلفاء بنى العباس فى العراق و هناك حبسه و لم يعرف إذا كان قتله و لا مات فى حبسه 




نرجع تانى نكمل الإنتقام الرهيب لبنى العباس .....

بعد مقتل الخليفة الأموى الأخير بدأ العباسيين يطولوا بإنتقامهم أبناء أمية من إللى مكانوش فى عيلة الحكم أى حد كان ينسب لأمية ــ و نقصد هنا أبناء البيت المروانى من بنى أمية و دا بيمثل فرع من فرع من الأمويين ــ أو يناصرهم كان مصيره التنكيل و بدأوا أتباع العباسيين يطاردوا الأمويين إللى بعد ما كانوا فى سدة الحكم أصبحوا بيهربوا و يتواروا فى البادية و الريف 


و لكن تتبع الأمويين و قتلهم مكفاش ( عبد الله بن على )
و من ذلك إنه دعا أمراء و أعيان بنى أمية ممكن تبقوا على قيد الحياة لوليمة كبيرة بغرض التصالح معاهم و عطائهم الأمان و بالفعل عمل وليمة كبيرة على ضفاف نهر ( أبى فطرس بفلسطين ) حضرها 83 شخص من بنى أمية كانوا بيمثلوا أغلب القلة الباقية من رؤوس بنى أمية

و خطب فيهم (( مرحبا بأبناء الأعمام ، ما كنت أريدها فينا نارا أكلة ، إلا أن الشهوات دفعت جهالنا ، سامحهم الله ، إلى تحطيم الحمة بيننا و إنكم لأبرياء من الفعلة و قد لبستم ما خيط لكم فأرتعوا فى أمنى و عفوى ، يشهد الله أن مكانكم منى لفى الصميم ))


و رغم دهشتهم من تغير المعاملة بدأ الأمويين المأدبة و هما مستغربين لكن إندهاشهم دا مطالش كتير لإن فى وسط الأكل حاوطهم جنود العباسيين و السيوف فى إيديهم و لما سألوا عبد الله بن على فى رعب عن عهده 

ضحك و قالهم (( و ماذا ترتجون يا بنى أمى ممن طوى السنوات على السنوات يرقب أن يمتعه الله بيوم يبيدكم فيه عن بكرة أبيكم ؟ ألا ودعوا دنياكم و توبوا إلى ربكم و أذكروا فاجعة كربلاء فينا ، فتاكم يزيد بن معاوية بطش منا بالحسين بن على و برهطه الأخيار حتى أناف منا على المائة و الخمسين . و هذه أخت كربلاء إن كنتم تذكرون ، فالهاشميون ذوى صبر طويل الأمد يا أبناء أعمامى ، إلا إنهم يتحينون الفرصة للإنتقام ))

و أمر ببدء المذبحة فأعملت فيهم السيوف و قتلوا جميعا و ذبحوا و أمر ببسط الفرش على جثثهم و قعد ياكل طعامه و بين الحين و الأخر يقوم يرقص فوق الجثث التى لم تغادرها الحياة بعد وهو يقول ( هذه أخت كربلاء ، إنتقم الهاشميون ) 


!!!!!!!!!!!

و بكدا تم القضاء على أغلبية الفرع المروانى من بنى أمية ــ نسبة إلى مروان بن معاوية ــ رابع الخلفاء الأمويين و تبقى منهم عدد قليل بعضهم من قضى حياته فى الخباء و بعضهم هرب للأندلس زى ما هنشوف بعدين مع صقر قريش عبد الرحمن الداخل 

*********


كان إنتقام هذا الرجل ( عبد الله عبد على ) من الفحش بحيث إنه لم يكتفى بأحياء الأمويين بل توجه لموتاهم فكان أن أخرج عظام ورفات الخلفاء الأمويين وصولا إلى يزيد بن معاوية بن أبى سفيان و جلد عظامهم و أحرقها .

و أعتقد إن دا بقى أصل كلمة ( هطلع ميتينك ) يمكن يكون جه من هنا كناية عن التنكيل الشديد بالعدو لدرجة تطليع ميتينه !!!!

و يمكن يكون يوسف غالى كان متأثر بالقصة دى لما حب يعبر عن رغبته فى التنكيل الشديد بالشعب المصرى  !!!!


**********