الاثنين، 15 مارس 2010

إنهيار الخلافة الأموية






كلنا عارفين إن الخلافة الأموية تم القضاء عليها على يد بنى العباس و إللى تولوا الخلافة سنة
132 هـ ، 750 م
و علشان نحكى قصة إنهيار الدولة الأموية صاحبة أكبر إتساع للخلافة الإسلامية يبقى ضرورى نذكر نبذة عن سلسلة حكامها :

1 ) معاوية بن أبى سفيان 662-680:

مؤسس الدولة الأموية كان والى دمشق و هو إللى طالب بدم عثمان بن عفان ( رضى الله عنه ) و حربه الشهيرة مع على بن أبى طالب معروفة للجميع ( رضى الله عنهما )

إستقرت ليه الخلافة بعد تنازل الحسن بن على عن حقه فى الخلافة سنة 41 هـ


*************

2 ) يزيد بن معاوية 680- 683 :

دا إللى حدثت فى عهده إحدى أكبر المآسى فى تاريخ دولة الإسلام ( موقعة كربلاء ) و إللى قتل فيها الحسين بن على و كثير من أهل بيت النبى 
و من بعدها ثار عبد الله بن الزبير بن العوام و بايعه أهل الحجاز و اليمن و العراق و إنقسمت الدولة فترة طويلة

************

3 ) معاوية بن يزيد 683__ 684 :

تولى الخلافة 6 شهور فقط بعد كدا ترك الخلافة لأمر شورى المسلمين لحبه للعلم و الأدب و الشعر

**********

4 ) مروان بن الحكم 684-685:

كان حكمه قصير لكن من نسله جاء معظم خلفاء بنى أمية

*********

5 ) عبد الملك بن مروان 685-
705

10 سنين ثبت فيهم الدولة الأموية و قواها و فى عهده تم القضاءعلى ثورة عبد الله بن الزبير على قائده المشهور بعنفه و جبروته ( الحجاج بن يوسف الثقفى )
و عرب الدواوين و صك العملة الإسلامية

*********

6 ) الوليد بن عبد الملك 705-715:

وصلت الدولة الأموية فى عهده لأقصى حدود إتساعها و بنى المسجد الأموى بدمشق

**********

7 ) سليمان بن عبد الملك 715-717:

لم يحكم كثيرا و مات

**********

8 )
عمر بن عبد العزيز 717-720:

خامس الخلفاء الراشدين

*********

9 ) يزيد بن عبد الملك
720-724

حاول يتبع خطى سلفه و لكنه لم ينجح 

*********

10 ) هشام بن عبد الملك 724-743:

حكم 20 سنة إزدهرت فيهم العلوم و الفنون فى الدولة

*********

و من بعد هشام بن عبد الملك حكم أربع خلفاء أمويين  مثلوا أخر أيام هذه الدولة 


11 ) الوليد بن يزيد 743-744:

كان خليفة مجاهر بالفسق و التجديف و إجتمع عليه أعيان بنى أمية و قتلوه لعدم جواز صدور تلك الأفعال عن خليفة المسلمين


12 ) يزيد بن الوليد 744:

حكم فترة قصيرة حاول يصلح ما أفسده سلفه لكن كانت بدأت الثورات تدب فى جسد الدولة و العصبية القبلية بتاعة الجاهلية بدأت تنشب بين شعوب الدولة الموحدة

13 ) إبراهيم بن الوليد 744:

تولى الخلافة 6 شهور بعد أخوه و عندها خرج عليه مروان بن محمد و قتله و إستولى على الحكم

14 ) مروان بن محمد 744-750:

لقب أيضا مروان الجعدى و لقب
كمان بمروان الحمار لإنه حكم 6 سنين كلهم ثورات و فتن و صبر فيها صبر الحمار ، كان يخرج من ثورة يدخل التانية ، ثورات من الخوارج و الشيعة و ثورات من أهل بيت أمية نفسهم

و لكن الثورة الأخطر إللى قضت عليه كانت ثورة بنى العباس


*******************

الثورة العباسية :

يرجع أصل العباسيين إلى سيدنا العباس بن عبد المطلب ، و علشان نفهم أبعاد الصراع فهو كان صراع بين قبيلتين كبار قوى فى الجنس و الشجرة العربية حتى من قبل الإسلام ، بنى هاشم و بنى أمية

لسا بنى هاشم ــ ممثلين فى العباسيين ــ لم ينسوا ما حل بأهل بيت النبى من أبناء على و فاطمة على يد بنى أمية ، و بنى أمية مستندين على شرعية الإجماع و أخمدوا بذلك كل الثورات ضدهم بمنتهى العنف 

علشان كدا نقدر نقول إن الصراع بينهم كان بوجه من الأوجه صراع قبلى

كان رؤوس العباسيين عايشين فى العراق بينما بدأت دعوتهم أول ما بدأت فى خراسان فى إيرن على يد ــ أبو مسلم الخراسانى ــ

و فى الوقت إللى كان فيه مروان الحمار بيعانى فى إخماد الثورات المتعاقبة من الخواج و بنى أمية ظهرت دعوة أو مسلم سنة (
129هـ = 746م

و بدأت قوات أبو مسلم تحارب قوات والى بنى أمية على خراسان و إللى بعت يستنجد بالخليفة فى الشام ، لكنه مقدرش يمدله يد العون ، بعت تانى يستنجد بوالى بنى أمية على العراق لكنه كان بيكافح الثورات و الفتن فى العراق

و العجيب إن الحرب فى خراسان كانت بتنادى بخلافة ( إبراهيم الإمام بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس ) و كان ساعتها ساكن فى الحجاز و مشغول بالعلم و العبادة و ميعرفش حاجة عن القوات إللى بتحارب بإسمه
و لما مروان عرف إسم من تنادى به الثورة أمر بحبسه و سمه فى الحبس 

و هكذا تجرى تصاريف القدر بإنهيار عجيب و غريب لدولة الأمويين
فبعد إنتصار أبو مسلم على والى خراسان بدأت جيوشة تتحرك نحو العراق
بسرعة شديدة و وصل الكوفة سنة 132 هـ و كان فيها أبو العباس السفاح و أبو جعفر المنصور و أعلنت البيعة و الخلافة على المسلمين  لأبو العباس من الكوفة 

و بعد إستتباب الأمر لأبوالعباس فى الكوفة أوفد عمه ( عبد الله بن على ) قائد للجيش إللى هيحارب مروان الحمار

و إلتقى الجيشين على ضفاف نهر الزاب و دا أحد روافد دجلة

و كان جيش مروان 120 ألف مقاتل بينما جيش عبد الله بن على أقل من ذلك ــ يقال عشرين ألف فقط ــ و لكن كان الأمويين فى حالة خذلان رهيبة و كانت  دولة حان فعلا وقت زوالها 

مروان قال لجنوده ( إن غابت شمس هذا النهار و لم يقاتلوا فالخلافة لنا و نحن نسلمها فى أخر الأزمان إلى المسيح عليه السلام ) و كان رأيه الإحجام عن القتال بينما قائد المسدوة ( و دا إسم العباسيين لإن راياتهم كانت سوداء ) كان مصر على القتال

و هنا حصل موقف عجيب

صهر مروان تقدم للقتال هو و من معه فرده مروان و شتمه ، لكن دا كان بدأ المناوشات و هنا كان لا مفر من القتال ، لكن كل ما الخليفة الأموى يؤمر طائفة من جنود جيشه غير المتجانس و المكون من طوائف عدة تحارب بلا قضية يقولوله قول للطائفة الأخرى تحارب و هكذا ...

لدرجة إنه رمى قدامهم كمية كبيرة من الدهب علشان يتقدموا للحرب ، مدوا إديهم خدوا الدهب و محدش حارب و هنا وصله إن ناس من إللى خدوا الدهب ممكن يسيبوا الحرب لإن غرض الحرب عندهم كان فقط غنيمة فأمر إبنه إنه يرجع لمؤخرة الجيش علشان يرد أى واحد يفكر يهرب من المعركة

يقوم يحصل إيه ......

إبنه رجع و هو حامل الراية على حصانه و زمان الراية دى كانت هى علامة الجيش فى الحرب ــ و دا طبيعى لإن دى جيوش تزيد عن مئة ألف و من غير وسيلة إتصال تغطى المساحة الواسعة إللى بتنتشر فيها ــ و لما الجنود من على بعد شافوا الراية بترجع لأخر الجيش إفتكروا إن الجيش بينهزم و بينسحب ...فأسرعوا بالهروب !!!!!

موقف فى منتهى الغرابة !!!!! و واقعة مضحكة و محزنة


و هنا خسر الأمويين الموقعة بدون حرب تذكر رغم إن جيشهم كان أكبر و الخلافة و مواردها كلها كانت لسا فى إيديهم و أسرعوا بعبور النهر بدون نظام و العباسيين فى أعقابهم و غرق من الجنود أكثر ممن قتله العباسيين


بعد الهزيمة العجيبة دى هرب مروان بمن تبقى معه من الجيش العظيم المنهزم إلى الموصل و لما وقف ببابها رفض أهلها السماح له بالدخول فهرب بعدها للأردن ثم إلى ( حران ) و دى كان إتخذها عاصمة له فى الشام بدلا من دمشق و أخذ أهل بيته و أمواله و هرب على فلسطين و بعدها على مصر
و كان رأيه إنه يهرب على مصر علشان يستعين بوالى مصر إللى هو يعتبر ولى نعمته و بجندها الكثيف و تبقى الشام أمامه لو حب يرجع تانى و تبقى شمال إفريقيا و الأندلس كمان خلفه لو هزم تانى و أهى كلها أملاكه !!

و بالفعل هرب و وصل لمصر .....

و كل دا و عبد الله بن على بيتبعه بقوات العباسيين لحد ما وصل دمشق  و حاصرها ، و هناك ــ تخيلوا ــ كان فى دمشق لوحدها خمسين ألف جندى تانيين غير الجيش الأول و كانوا بقيادة أمير أموى تانى إسمه ( الوليد بن معاوية بن عبد الملك ) و فى وسط الحصار على دمشق ثارت فتنة بين جنود الأمويين فى فضل اليمينة على النزارية ودى حاجة قديمة برضه كدا من أيام الجاهلية و تفضل قبائل الجزيرة على بعضها البعض و الصراحة مكانش وقتها خالص لإن دا سبب إن العباسيين دخلوا دمشق و قتلوا أميرها الأموى . 

و كدا وقف ( عبد الله بن على ) مطاردة مروان و تركها لقائد تانى هو ( صالح بن على ) و دا دخل ورا مروان لأعماق مصر و كان مروان لما هرب لمصر إستنجد بالوالى بتاعها لكنه خانه و لم ينصره بما معه من جند و قرر يترك أمره للعباسيين يخلصوا فى بعض

هرب مروان بجنوده الباقين لحد ما وصل قرية أبو صير فى الصعيد و واضح إن كل شوية كان مجموعة من جنوده بيتخلوا عنه لإن فى الأخبار إن جيش العباسيين كان بيلاقى منهم مجموعات و يحاربها و يقتلها على مسافات متباعد من أول دخوله مصر 

المهم ....

وصل العباسيين لأبو صير و كان مروان مختبيء بأهل بيته فى كنيستها

و هنا مفارقة تانية عجيبة

عدد القوات إللى بقت مع مروان كان أكثر من عدد القوات إللى مع العباسيين رغم كل التشتت و الضياع دا

و لكن برضه كالعادة التخاذل هو ما أسقط هذه الدولة

العباسيين دخلوا أبوصير بالليل و لما شافواإنهم أقل عدد ....من قوات الأمويين قالوا لنفسهم إن النهار لو طلع عليهم و شافوا قلة عددهم هيفنوهم و بالتالى لجأوا لخدعة وهى إنهم ضربوا طبول الحرب بقوة و كبروا و نادوا بأعلى صوتهم ( يالثارات إبراهيم الإمام ) ــ إللى مروان حبسه و سمه ــ 

و لما الأمويين سمعوا الضجة دى خافوا و إفتكروا إن العباسين معاهم جيش ضخم فبدأوا يهربوا تباعا و يسيبوا الخليفة لوحده و بلغ من جبنهم إن أولاده الإتنين هربوا و معاهم أربعة ألاف جندى لوحدهم و دول ليهم قصة تانية عحيبة بعد كدا من هروبهم لملك النوبة 

نرجع تانى لمروان إللى كتب عليه القدر إنه يكون صاحب همة و نشاط لكن من حوله دائما يخذلوه حتى أقرب الناس ليه ، خرج مروان مع قلة يسيرة من جنده للقاء العباسيين و إللى أجهزوا عليهم و قتلوا الخليفة و قطع واحد من أهل العراق كان شغال بائع رمان رأسه و قطع لسانه و رماه على الأرض  

و هنا جت قطة أكلت اللسان المقطوع و يمكن من هنا جات الكلمة المصرية المشهورة ( هى القطة أكلت لسانك ؟ )


و مع لحظة مقتل مروان بن محمد الحمار تم إنتهاء أجل دولة بنى أمية و محوها من خريطة الزمان بشكل عجيب و مثير للدهشة .



بكدا إنتهت دولة بنى أمية ...لكن زى ما قولت الموضوع مش بس صراع على الخلافة دى عملية ثأر كبيرة قوى و ضخمة بين العيلتين ، لسا العباسيين لم يرتضوا بثأرهم و لم يرووا غضبهم ممن رأوا فيهم مجموعة من القتلة و الظالمين .

و يمكن بيت الشعر إللى قاله أبو العباس السفاح لما وصلته رأس مروان بن محمد يعبر عن ذلك بقوة :

( لو يشربوا دمى لم يرو شاربهم ... ولا دماؤهم للغيظ تروينى )


قبل ما نكمل إنتقام العباسيين من بنى أمية نرجع تانى لأولاد مروان بن محمد إللى تركوه ليلا بأبو صير فى أربعة ألاف جندى

دول هربوا من الصعيد لبلاد النوبة و قعدوا فى حماية ملكها و إللى نصحهم بإنهم يفضلوا عنده علطول لكنهم قرروا يسيبوه و يروحوا السودان و هناك تعرضوا لهجمات قطاع الطرق و تفرق جيشهم الصغير و تشتت و بحماقة رأيهم لما قابلوا جبل كبير فى وسط الطريق قرروا إنهم ينقسموا نصين و يلفوا حوالين الجبل و يلتقوا فى أخره كل واحد فيهم على رأس نص الجيش ـ رأى عجيب فعلا ــ و لكن الفريقين لم يلتقوا بعدها أبدا إلا عند باب المندب فى الصومال و كان أحد الولدين ساعتها مات و التانى فضل على رأس 45 رجل هما كل من تبقى من الجيش الأول إللى كان مع مروان بن محمد و إللى كان عدده 120 ألف مقاتل !!!!!!

ومن المندب عبروا فى سفن التجار لليمن و من اليمن رأف بحالهم بعض التجار و حملوهم معهم لمكة علشان يحجوا و بعدها قبض على إبن مروان الوحيد الباقى و أرسل للمهدى ثالث خلفاء بنى العباس فى العراق و هناك حبسه و لم يعرف إذا كان قتله و لا مات فى حبسه 




نرجع تانى نكمل الإنتقام الرهيب لبنى العباس .....

بعد مقتل الخليفة الأموى الأخير بدأ العباسيين يطولوا بإنتقامهم أبناء أمية من إللى مكانوش فى عيلة الحكم أى حد كان ينسب لأمية ــ و نقصد هنا أبناء البيت المروانى من بنى أمية و دا بيمثل فرع من فرع من الأمويين ــ أو يناصرهم كان مصيره التنكيل و بدأوا أتباع العباسيين يطاردوا الأمويين إللى بعد ما كانوا فى سدة الحكم أصبحوا بيهربوا و يتواروا فى البادية و الريف 


و لكن تتبع الأمويين و قتلهم مكفاش ( عبد الله بن على )
و من ذلك إنه دعا أمراء و أعيان بنى أمية ممكن تبقوا على قيد الحياة لوليمة كبيرة بغرض التصالح معاهم و عطائهم الأمان و بالفعل عمل وليمة كبيرة على ضفاف نهر ( أبى فطرس بفلسطين ) حضرها 83 شخص من بنى أمية كانوا بيمثلوا أغلب القلة الباقية من رؤوس بنى أمية

و خطب فيهم (( مرحبا بأبناء الأعمام ، ما كنت أريدها فينا نارا أكلة ، إلا أن الشهوات دفعت جهالنا ، سامحهم الله ، إلى تحطيم الحمة بيننا و إنكم لأبرياء من الفعلة و قد لبستم ما خيط لكم فأرتعوا فى أمنى و عفوى ، يشهد الله أن مكانكم منى لفى الصميم ))


و رغم دهشتهم من تغير المعاملة بدأ الأمويين المأدبة و هما مستغربين لكن إندهاشهم دا مطالش كتير لإن فى وسط الأكل حاوطهم جنود العباسيين و السيوف فى إيديهم و لما سألوا عبد الله بن على فى رعب عن عهده 

ضحك و قالهم (( و ماذا ترتجون يا بنى أمى ممن طوى السنوات على السنوات يرقب أن يمتعه الله بيوم يبيدكم فيه عن بكرة أبيكم ؟ ألا ودعوا دنياكم و توبوا إلى ربكم و أذكروا فاجعة كربلاء فينا ، فتاكم يزيد بن معاوية بطش منا بالحسين بن على و برهطه الأخيار حتى أناف منا على المائة و الخمسين . و هذه أخت كربلاء إن كنتم تذكرون ، فالهاشميون ذوى صبر طويل الأمد يا أبناء أعمامى ، إلا إنهم يتحينون الفرصة للإنتقام ))

و أمر ببدء المذبحة فأعملت فيهم السيوف و قتلوا جميعا و ذبحوا و أمر ببسط الفرش على جثثهم و قعد ياكل طعامه و بين الحين و الأخر يقوم يرقص فوق الجثث التى لم تغادرها الحياة بعد وهو يقول ( هذه أخت كربلاء ، إنتقم الهاشميون ) 


!!!!!!!!!!!

و بكدا تم القضاء على أغلبية الفرع المروانى من بنى أمية ــ نسبة إلى مروان بن معاوية ــ رابع الخلفاء الأمويين و تبقى منهم عدد قليل بعضهم من قضى حياته فى الخباء و بعضهم هرب للأندلس زى ما هنشوف بعدين مع صقر قريش عبد الرحمن الداخل 

*********


كان إنتقام هذا الرجل ( عبد الله عبد على ) من الفحش بحيث إنه لم يكتفى بأحياء الأمويين بل توجه لموتاهم فكان أن أخرج عظام ورفات الخلفاء الأمويين وصولا إلى يزيد بن معاوية بن أبى سفيان و جلد عظامهم و أحرقها .

و أعتقد إن دا بقى أصل كلمة ( هطلع ميتينك ) يمكن يكون جه من هنا كناية عن التنكيل الشديد بالعدو لدرجة تطليع ميتينه !!!!

و يمكن يكون يوسف غالى كان متأثر بالقصة دى لما حب يعبر عن رغبته فى التنكيل الشديد بالشعب المصرى  !!!!


**********










الاثنين، 3 أغسطس 2009

مدخل ( الجزء الثالث ) 3 -



حقد الايوبيين فى الشام على مماليك مصر لقتلهم توران شاة وطمع كل واحد منهم فى مصر , دا غير ان امراء المماليك فى مصر كل واحد منهم برضه طمعان فى الملك , وكحل وسط اتفق الجميع على تعيين شجرة الدر فى العرش , حيث انها فى الاساس كانت جاريه تركيه اشتراها نجم الدين ايوب وبعد كدة اعتقها واتجوزها , فهى كانت اقرب للماليك بحكم نشأتها , دة بالاضافه لذكائها وفطنتها ومعرفتها بكل الامور الهامه فى الدوله , وتولى عز الدين ايبك التركمانى الصالحى اتابكيه العسكر , حيث قام بدور الشريك لشجرة الدر فى الملك...

اول حاجه عملتها شجرة الدر انها انعمت على الامراء والجنود واغدقت عليهم الاموال فأرضت الكبير والصغير , وبالتالى استكانت الامور وهدأت الجبهه الداخليه .
كانت دمياط لسه تحت يد الصليبيين مما يشكل خطر فى حال ارسال حمله صليبيه جديدة , فنجحت شجرة الدر فى الوصول لاتفاق معهم ينص على ما يلى :
- اعادة دمياط للمصريين
- الافراج عن الاسرى المسلمين
- التعهد بعدم مهاجمه السواحل الاسلاميه مرة اخرى
- دفع خمسمائه الف دينار لاطلاق سراح الملك الفرنسى وكتعويض عن الخسائر الناتجه عن الحرب
- يتعهد المسلمين برعايه مرضى الصليببين
- تحدد مدة المعاهدة بعشر سنوات

اللى حصل ان فيه فريق من المماليك كان مع تنفيذ باقى بنود المعاهدة حتى بعد استعادة دمياط ودول كان يتزعمهم شجرة الدر وايبك بينما راى فريق اخر ضرورة نكث المعاهدة وعدم اطلاق سراح لويس , اولا لكونه اطلع على عوراتهم وشاهد المماليك يقتلون سلطانهم !!!!!!
- وثانيا لمركزة الدينى الهام فى اوروبا ( الملك لويس كان قديس على فكرة ) لان دمياط اصبحت بالفعل فى ايدى المسلمين , والفريق دة كان يتزعمه اقطاى وبعض الامراء , الا ان فريق شجرة الدر هو الذى تغلب برايه فى النهايه .

بعد انتهاء الفيلم دة ابتدت شجرة الدر تحاول تثبيت مركزها فى مصر والتقرب بشتى الوسائل للعامه والخاصه والعسكريين والمدنيين على حد سواء , الا انها فشلت لان اهل مصر والمسلمين عموما لم يتقبلوا وجود امراة فى السلطنه , وتحرجت شجرة الدر وحرصت على عدم ظهور اسمها فى المنشورات والاوامر الرسميه او فى الدعاء على المنابر حيث كان يكتب ويقال : ملكه المسلمين والدة خليل امير المؤمنين , وصاحبه الملك الصالح , والمستعصميه ( نسبه للخليفه العباسى , من باب مسح الجوخ يعنى )
وقامت اضطرابات فى مصر وتظاهر الناس واتهمواها بالتساهل مع الصليبيين ( شعب محترم والله طول عمرة , يعنى لو كان حاكم مفترى وجبار مكنش حد فتح بقه ) وخرجت عليها بلاد الشام ورفض امراء الايوبيين هناك الدخول تحت سلطتها , وفى نفس الوقت لجأ اتباع شجرة الدر للخليفه العباسى فرفض مساعدتهم وقال لهم ان كانت الرجال عدمت عندكم فاخبرونا حتى نسير لكم رجلا ..

واستعد امراء الشام للزحف على مصر , ونظرا لخطورة الوضع كان مافيش غير حل واحد , انها تتجوز ايبك وتتنازل له عن العرش ودة بالفعل اللى عملته شجرة الدر وبكدة تولى ايبك ملك مصر واصبح اسمه السلطان الملك المعز عز الدين ايبك الجاشنكير التركمانى الصالحى ..

ايبك مكانش من اقوى الامراء ولا اشهرهم بل كان من الامراء المتوسطين وكان فيه من هم اقوى نفوذا منه زى اقطاى وبيبرس وقلاوون ( يعنى بيبرس مكانش امير درجه تانيه زى ما فى الفيلم ) الا ان ايبك كان صاحب دين ومروءة ورجاحه عقل , بالاضافه لان كل الامراء كانوا خايفين من بعضهم فاتفقوا على تعيين ايبك كحل وسط وآمن لجميع الاطراف , بحيث انهم يقدروا يعزلوة وقت ما يحبوا .

ايبك لما تولى السلطنه وجد امامه اربع اخطار تهددة وهى كالاتى :
- حصلت انتفاضه شعبيه ضد الحكم المملوكى بوجه عام
- مؤامرات باقى امراء المماليك ضدة وسعيهم للسيطرة عليه
- شجرة الدر
- اصرار الايوبيين فى الشام على الزحف لمصر والاستيلاء عليها من المماليك

ايه ياعم الكلام دة ؟ واحدة واحدة كدة ثورة ايه وبتاع ايه ؟؟

اقولكم
اول خطر كان متمثل فى قبائل عربيه كتير استوطنت مصر بعد الفتح الاسلامى واقامت فى مساحات كبيرة من الصعيد والشرقيه , واستقروا وعملوا بالزراعه , دول بقى احتقروا المماليك ورفضوا يخضعوا لحكمهم لانهم مماليك ومكانوش احرار , وشافوا انهم احق بملك مصر منهم , وبالفعل عملوا ثورة مسلحه تزعمها رجل اسمه حصن الدين ابن ثعلب , وكان فيه سبب كمان عجّل بالثورة دى , ان المماليك تعسفوا فى تحديد اسعار المنتجات الزراعيه وتلاعبوا باسعارها ( زى يوسف والى واباظه كدة ) وكانت النتيجه ان فلاحين كتير هجروا القرى ونزحوا الى المدن مما جعلهم وجها لوجه مع المماليك .
وبسرعه التف حولهم كثير من المصريين وشاركوهم فى الثورة لانهم لم يقبلوا ان يحكمهم سلطان جرى عليه رق , حتى انهم كانوا كل ما يشوفوا ايبك ينتقدوة ويشتموة ويسمعوة ما يكرة , وبالفعل اقام حصن الدين دوله مستقله فى مصر الوسطى والشرقيه لا تخضع لحكم المماليك , فبعت ايبك جيش بقيادة اقطاى للقضاء على الثورة وبالفعل عامل اقطاى الثورة بمنتهى الشدة والقمع ونجح فى هزيمه الثوار فى بلبيس , الا ان حصن الدين ظل مسيطرا على مصر الوسطى وفضل يحكمها الى ان تولى بيبرس الحكم فقبض عليه وشنقه .

طبعا رد الفعل الطبيعى لانتصار اقطاى هو ان نفوذ اقطاى زاد اكتر واكتر واصبح اقوى من الاول لدرجه انه طلب من ايبك يديله الاسكندريه وايبك مقدرش يقول لأ !!
وبدأ اقطاى يقوى نفسه اكتر واكتر وجمع كتير من المماليك حوله لدرجه انه بقى يهاجم ايبك ويشتمه فى كل جلساته مع الامراء , وسمى نفسه ببعض الالقاب السلطانيه , وسماة اتباعه الملك الجواد !!!..

طبعا ايبك مش هيسكت فبدأ هو كمان فى تكوين طائفه من المماليك خاصه بيه وسماهم المماليك المعزيه ( نسبه اليه حيث ان اسمه الملك المعز ) وقوى قطز مملوكه واعلى من شانه وعينه نائب للسلطنه , وطرد باقى المماليك من جزيرة الروضه ..

وزاد الموضوع قوى لما اقطاى خطب احدى اميرات البيت الايوبى فى الشام ليكسب مساندة امراء الشام الايوبيين وفى نفس الوقت يطفى على نفسه شرعيه البيت الايوبى , وطلب من ايبك انه يخلى له قلعه الجبل ( اللى هى القلعه بتاعتنا ) علشان يسكن فيها هو وزوجته حيث انها بنت ملوك ولا يليق بها ان تسكن فى غيرها ) وبكدة ظهرت نوايا اقطاى لان معنى تحكمه فى القلعه هو انه يسيطر على القاهرة كلها وبالتالى مصر , ودة اللى ايبك كان مستحيل يقبله , فلم يجد ايبك امامه حل سوى التخلص من اقطاى , وبالفعل استدعاة ايبك صباح يوم الاثنين 27 سبتمبر عام 1254ميلاديه الى القلعه بحجه مشاورته فى بعض الامور , و توجه اقطاى الى القلعه بصحبه بعض مماليكه , الا انه بمجرد دخول اقطاى من باب القلعه اغلقوا الباب خلفه ومنعوا مماليكه من الدخول وانقض عليه المماليك المعزيه وقتلوة وكان من ضمنهم قطز ( يعنى قطز مكانش قاعد على السلم برة زى ما فى الفيلم ) اما المماليك اللى كانوا برة اسرعوا لابلاغ باقى مماليك اقطاى بالخبر وبالفعل راح 700 من مماليكه الى القلعه لانقاذة , حيث انهم كانوا فاكرين انه لسه مماتش , ومن ضمنهم كان بيبرس البندقدارى وقلاوون الالفى وسنقر الاشقر . وحاصروا القلعه الا ان ايبك ظهر لهم من فوق الاسوار والقى عليهم رأس اقطاى , ففهموا انه مات وعرفوا ان ايبك رجل قوى ومش سهل زى ماكانوا فاكرين , وهنا خاف المماليك اللى ناصروا اقطاى على روحهم وقرروا الفرار من مصر وراحوا احتموا بامراء الايوبيين فى الشام , ومن ضمن من فر بيبرس , ومن تبقى منهم فى مصر قبض عليه ايبك وصادر امواله .

الا ان الاجراء دة سبب مشكله كبيرة وهو ان مماليك مصر انقسموا على بعضهم لمماليك بحريه ومماليك معزيه وفضلوا يعانوا من الصراع دة كتير حتى زحف المغول على مصر , كما ان المماليك اللى فروا للشام فضلوا يزنوا ليل نهار على امراء الشام الايوبيين انهم يهجموا على مصر ويقضوا على ايبك , وكان الكلام دة عند الملك الناصر صاحب دمشق , وبالفعل اوشك الموضوع ان ينقلب لحرب لولا تدخل الخليفه العباسى حيث توسط بين الطرفين لفض النزاع , لان خطر المغول كان على الابواب , وتوصل لحل وسط وهو ان يستعيد ايبك ساحل بلاد الشام وان لايأوى الملك الناصر المماليك الفارين , وفى ساعتها مخابرات المماليك عرفت الخبر ففروا بسرعه من دمشق واحتموا بمعيث الدين عمر الايوبى ملك الكرك , وبكدة حصل هدوء نسبى فى الجبهه الخارجيه وتفرغ ايبك بقدر اكبر للمشاكل الداخليه واهمها كان شجرة الدر نفسها :

الواقع ان شجرة الدر لما تزوجت ايبك كان دة لغرض انها تحكم مصر من خلف ظهرة , يعنى كان فى دماغها انه هيكون خاتم فى صباعها , وفعلا سيطرت شجرة الدر عليه فى اول عهدة لدرجه انها منعته من زيارة زوجته الاولى ام ولدة على ( دى كانت مراته الاولانيه مش التانيه زى ما الفيلم قال ) الا ان ايبك زهق من شجرة الدر ومن سيطرتها وخاف تغدر بيه فقرر انه يخطب لنفسه بنت بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل , ودة طبعا لم تقبله شجرة الدر , وكانت لسه كلمتها مسموعه عند المماليك البحريه فراسلتهم فى الشام وحثتهم ان يسرعوا بالهجوم على مصر , الا ان مخابرات ايبك تمكنت من اكتشاف الرسائل دى ووصلتها لايبك واطلعته عليها ..

فايبك قال مبدهاش بقى وعزم على التخلص من شجرة الدر هى كمان , الا انها سبقته وكانت اسرع منه , فبعثت له رساله رقيقه حونينه تستعطفه وتلعب عالوتر الحساس فى صدرة وان هو حبيبها ومش عارف ايه , وطلبت منه يزورها فى القلعه فى الليله دى .
وبالفعل نخ ايبك زى الطور وانخدع بكلامها وراح القلعه يزورها ( حيث انه كان هجر القلعه وسكن فى باب اللوق ) .
واثناء ماكان عمنا ايبك بياخد الدش المتين , كانت شجرة الدر خبت فى الحمام خمسه من الغلمان الخصيان , اللى هجموا عليه وقتلوة , وطبعا كان متوقع ان مماليك ايبك ينتقموا منها فحاولت اخفاء خبر قتله واشاعت انه مات بالليل لوحدة وعرضت الزواج على اكابر امراء المماليك علشان تحتمى بيهم الى ان تهدأ العاصفه الا انهم رفضوا .

وبالفعل تسرب خبر قتل ايبك للمماليك المعزيه اللى هجموا على القلعه للانتقام من شجرة الدر , الا ان بعض من تبقى من فلول المماليك البحريه ( اللى هما مش من اتباع ايبك ) وحاولوا يحموها فحبسوها فى احد ابراج القلعه حمايه لها من انتقام المماليك المعزيه ..
وكان الموضوع هيعدى , الا ان زوجه ايبك الاولى اصرت على الانتقام وفضلت تحرض المماليك المعزيه على قتلها , وبمرور الوقت ضعف المماليك البحريه امام ضغوط المماليك المعزيه وتخلوا عن حمايه شجرة الدر ..

ها وبعدين ايه اللى حصل ؟؟؟

اتشالت شجرة الدر هيلا بيلا واترمت قدام زوجه ايبك الاولى , فامرت جواريها انهم يضربوا شجرة الدر بالقباقيب ( القباقيب زمان كانت ايه , مرزبه , وكانت بكعب طويل كمان , يعنى ضربتها مميته ) وشاركت الزوجه الجوارى فى الضرب الى ان ماتت شجرة الدر , فشالوها ورموها من فوق سور القلعه وهى بملابسها الداخليه , وفضلت كذا يوم مرميه فى تحت القلعه وهجم عليها اللصوص وسرقوا ما تبقى من هدومها ( الغاليه الثمن طبعا ) وحتى الحلى والاساور مسابوهاش , فكان يروى مثلا ان الحرامى يحاول يفك الخاتم من صباعها فميقدرش فيقوم عامل اييييه ؟ يقوم قاطع الصباع وواخدة كله على بعضه , وهكذا يعنى , وبالمرة الكلاب الجعانه تحت القلعه مش هتسيب فرصه زى دى , فهجموا هم كمان على شجرة الدر علشان ياكلوا ويتغذوا !!!!

ودى كانت النهايه الاليمه لشجرة الدر ....

الطريف بقى فى الموضوع ان زوجه ايبك الاولى احتفلت بمقتل شجرة الدر وصنعت طبق حلويات لاول مرة وسمته باسمها , مازلنا احنا بناكله وبنعمله الى الان .

عارفين اللى هو ايه ؟؟

اة

ام على
--------------------------------
- التركمانى : نسبه الى اصله والبلاد اللى اتى منها .
الصالحى : نسبه الى الصالح نجم الدين ايوب , حيث انه كان من مماليكه .
- اتابك العسكر : امير الجيوش , وهو لقب تركى قديم مكون من كلمتان , الاولى ( اتا ) بمعنى الاب , والثانيه ( بك ) بمعنى امير , فيكون معنى المصطلح هو الاب الامير , وهى تعادل وزير الدفاع حاليا ...
- الجاشنكير : هو من يتذوق طعام وشراب السلطان قبله مخافه ان يكون به سم , وقد اتسعت سلطته تدريجيا الى ان اصبح مسؤلا عن كل ما يخص القصور السلطانيه ( زى زكريا عزمى حاليا كدة ) ..
- مصر الوسطى : مصر ابتداء من جنوب القاهرة ومنطقه الفيوم وصولا الى اواسط الصعيد .
- المعزيه : نسبه الى ( عز ) الدين ايبك .
- الموصل : منطقه بالعراق .
- القباقيب : زمان كانت كعوب القباقيب الحريمى عاااااااليه جدااااا وحادة ومدببه للغايه , وكمان كان القبقاب له كعبين , واحد من قدام والتانى من ورا , يعنى سلاح قاتل , ومحدش يسالنى هما كانوا بيمشوا بيها ازاى ....